لمحة عذاب
أرى وجهك واجم
سارحة في السراب
أري لمحة حزن في عينيك,
لماذا كل هذه الدموع
دفينه بين الجفون
قالت أتراها؟
قلت : نعم و اشعر بها
فلماذا كل هذا الحزن؟
قالت: آلا تكفي نواكب الأمة؟
آلا يكفي ما نعانيه من ضعف وهوان!
آلا يكفي ما نلاقيه من ذل ومهانة كل يوم
تلك النظرة من عين طفل بائس يرمقني بها, يئس من الحياة
تلك الصرخة من فم أم - أتسمعها - فقدت ولدها في النزال
تلك الدمعة تفر من عين رجل يحاول اخفائها يرمق الخراب
انظر إلى ما نحن فيه آلا يكفي هذا لتلك اللمحة في عيني؟
هي لمحة ألم لا حزن
لمحة مقت للظلم
يتخللها بصيص من الأمل في التغيير
بل نقول التصحيح؟
هي بحث عن الحنان بين براثن الصقور
التي تحلق في سمائنا تحجب عنا نور الشمس
بل هي إذن لمحة الحرمان
أتسمع صوت الرصاص؟
فقد بدأ من جديد
ألم يحن الوقت بعد للعيش في هدوء؟
قلت مبتسما احاول التخفيف عنها: بل حان الوقت للإختباء من هذا الرصاص اللعين
لقد اعتدنا عليه منذ أمد بعيد
قالت: كيف نربي هؤلاء الصغار في هذا المكان الذي تنبعث منه رائحة الحقد والكراهية؟
وسط صمت الحكماء
أفلا يفيقون من تلك الغفلة؟
أم يظلوا نائمين؟
قلت: بل يظلوا نائمين فذلك خير لنا
فعندما ينطقون
ينطقون بلفظ الإرهاب
قالت: لا والله بل هم الإرهاب
إرهاب شعب أعزل لا يملك حتى قوت يومه
قلت: شغلونا بكيف سنربي العيال!
فلم يعد لنا جهد على السؤال
سألت وهي لا تنتظر الجواب: إلى أين تمضوا بنا يا أصحاب القرار؟
حكامنا الموقرون أفلا تكتفون؟
أفلا تنضب جعبتكم من الإختلاف؟
ألازلت تسألني عن لمحة حزني؟
لا صدقني بل هي لمحة عذاب
في انتظار السراب.
دي بقى بتوقيت امبارح بس عدلت فيها حاجات انهاردة يلا بقى قولولي رأيكم